نظرة عامة :
السمنة مرض معقد تزيد فيه كمية دهون الجسم زيادة مفرطة. السُمنة ليست مجرد مصدر قلق بشأن المظهر الجمالي. بل إنها مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بأمراض ومشكلات صحية أخرى مثل مرض القلب وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم وأنواع معينة من السرطان.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل البعض يواجهون صعوبة في إنقاص الوزن. تنتج السمنة عادة عن عوامل وراثية وفسيولوجية وبيئية، بالإضافة إلى اختيارات النظام الغذائي والنشاط البدني وممارسة الرياضة.
ولكن ما يدعو للتفاؤل أن حتى إنقاص قدر بسيط من الوزن بإمكانه أن يحسن المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة أو يقي منها. ويمكن أن يساعدك اتباع نظام غذائي أكثر فائدة للصحة وزيادة مستوى النشاط البدني وإدخال بعض التغييرات السلوكية في إنقاص وزنك. كذلك تعد الأدوية الموصوفة طبيًا والإجراءات الجراحية لإنقاص الوزن خيارًا ممكنًا لعلاج السمنة.
الأعراض :
غالبًا ما يُستخدم مؤشر كتلة الجسم لتشخيص السمنة. ولحساب مؤشر كتلة الجسم يُقسم الوزن بالكيلوغرام على الطول بالمتر مضروبًا في نفسه.
| مؤشر كتلة الجسم | حالة الوزن |
| أقل من 18.5 | نحافة |
| 18.5-24.9 | طبيعي |
| 25.0-29.9 | زيادة الوزن |
| 30.0 أو أكثر | سمنة |
يقدم مؤشر كتلة الجسم لمعظم الأشخاص تقديرًا معقولاً لنسبة الدهون في أجسامهم. ولكن مؤشر كتلة الجسم لا يقيس نسبة الدهون بشكل دقيق، ولهذا فقد يكون مؤشر كتلة جسم بعض الأشخاص كالرياضيين أصحاب الكتلة العضلية الكبيرة ضمن فئة السمنة حتى ولو لم يكن لديهم دهون زائدة.
يقيس كثير من الأطباء أيضًا محيط خصر الشخص للمساعدة على توجيه القرارات العلاجية. تشيع المشكلات الصحية المرتبطة بزيادة الوزن بين الرجال الذين يزيد محيط خصرهم على 102 سنتيمترًا وبين النساء اللاتي يزيد محيط خصرهن على 89 سنتيمترًا.
متى يجب الذهاب إلي الطبيب :
إذا ساورك القلق حيال وزنك أو المشكلات الصحية المرتبطة بالوزن، فاسأل طبيبك عن علاج السمنة. يُمكنك أنت وطبيبك تقييم المخاطر الصحية المحيطة بك ومناقشة خيارات إنقاص الوزن المتاحة لك.
الاسباب :
رغم التأثيرات الجينية والسلوكية والأيضية والهرمونية على وزن الجسم، فإن السمنة تظهر عندما تتناول سعرات حرارية أكثر مما تحرقه في الأنشطة اليومية العادية والتمارين الرياضية. فجسمك يخزن هذه السعرات الحرارية الزائدة عن الحاجة على هيئة دهون.
تحتوي الأنظمة الغذائية لمعظم المرضي على قدر أكبر من اللازم من السعرات الحرارية التي تأتي غالبًا من الوجبات السريعة والمشروبات مرتفعة السعرات الحرارية. ويمكن أن يتناول المصابون بالسمنة كمًا أكبر من السعرات الحرارية حتى يشعروا بالشبع، أو يشعرون بالجوع بسرعة أكبر، أو يتناولون طعامًا أكثر بسبب التوتر أو القلق.
قطاع عريض ممن يعيشون في بعض الدول وظائف لها متطلبات بدنية شديدة الانخفاض، وبذلك فلا يميلون في الغالب إلى حرق قدر كبير من السعرات الحرارية أثناء العمل. وحتى الأنشطة اليومية تستهلك قدرًا أقل من السعرات الحرارية بسبب وسائل الراحة كأجهزة التحكم عن بُعد والسلالم المتحركة ومواقع التسوق الإلكتروني ونوافذ تقديم الخدمات المصرفية من خلال السيارات.
عوامل الخطر :
عادةً ما تنتج السمنة عن مزيج من الأسباب والعوامل المشاركة:
العوامل الوراثية وآثارها :
قد تؤثر الجينات الموروثة عن الوالدين في مقدار الدهون الذي يخزنه الجسد، وأماكن توزيع تلك الدهون. وقد تؤدي الخصائص الوراثية أيضًا دورًا في مدى كفاءة الجسد في تحويل الطعام إلى طاقة، وكيفية تحكم الجسد في الشهية، وكيفية حرق الجسد للسعرات الحرارية أثناء ممارسة للرياضة.
يشيع انتشار السمنة بين أفراد الأسرة الواحدة. ولا يرجع سبب ذلك إلى الجينات التي يتشاركونها فحسب. بل يميل أفراد الأسرة الواحدة أيضًا إلى مشاركة العادات الغذائية ذاتها ومزاولة الأنشطة نفسها.
اختيارات نمط الحياة :
- النظام الغذائي غير الصحي.يُسْهِم النظام الغذائي عالي السعرات -الذي يفتقر إلى الفاكهة والخضروات، والمليء بالوجبات السريعة، والمُتْخَم بالمشروبات عالية السعرات وحِصَص الطعام الكبيرة للغاية- في زيادة الوزن.
- السعرات الحرارية السائلة.يمكن للأشخاص تناول الكثير من السعرات الحرارية دون الشعور بالشبع، خاصة السعرات الحرارية الموجودة بالكحوليات. يمكن أن تسهم المشروبات الأخرى ذات السعرات الحرارية العالية -مثل المشروبات الغازية المحلّاة- في زيادة الوزن بشكل كبير.
- قلة النشاط (الخمول).إذا كان لديكَ نمط حياة خامل (قليل الحركة)، فيمكنكَ بسهولة الحصول على سعرات حرارية أكثر كل يوم ممَّا تحرقه أثناء التمرن والأنشطة اليومية الروتينية. ومن أمثلة النشاط الخامل النظر في شاشات الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية. وكلما زاد عدد الساعات التي تقضيها أمام الشاشات، ارتفعت احتمالية ازدياد وزنك.
بعض الأمراض والأدوية :
يُمكن أن ترجع السِمْنَة لدى بعض الأشخاص إلى أسباب طبية، مثل متلازمة كوشينغ وغيرها من الحالات. وقد تُؤدِّي الإصابة ببعض المشكلات الصحية أيضًا، مثل التهاب المفاصل، إلى قلة النشاط؛ مما قد يَنتُج عنه زيادة الوزن.
قد تُؤدِّي بعض الأدوية إلى زيادة الوزن إذا لم يتمَّ التعويض عن ذلك من خلال النظام الغذائي أو الأنشطة. وتتضمَّن هذه الأدوية بعض مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة لنوبات الصرع، وأدوية السكري، والأدوية المضادة للذهان.
المشكلات الاجتماعية والاقتصادية :
ترتبط العوامل الاجتماعية والاقتصادية بالسِمْنَة. من الصعب تجنُّب السِمْنَة إذا لم يكن لديكَ مناطق آمنة للمشي أو ممارسة الرياضة. وبالمثل، قد لا تكون تعلَّمْتَ طرقًا صحية للطبخ أو ربما لا يمكنك الحصول على الأطعمة الصحية. بالإضافة إلى ذلك، قد يُؤثِّر الأشخاص الذين تقضي وقتًا معهم على وزنكَ — من المحتمَل أن تُصاب بالسِمْنَة إذا كان لديكَ أصدقاء أو أقارب لديهم سِمْنَة.
<h4style=”text-align: right;”>العمر :
يمكن أن تحدث السمنة في أي عمر، ويمكن أن تصيب حتى الأطفال الصغار. ولكن بتقدمك في العمر، تزيد التغيرات الهرمونية ونمط الحياة الأقل نشاطًا خطر إصابتك بالسمنة. إلى جانب أن كمية العضلات في جسدك تميل للنقصان كلما تقدم بك العمر. ويؤدي نقص الكتلة العضلية عمومًا إلى انخفاض في معدل الأيض. وتؤدي هذه التغييرات أيضًا إلى نقص الاحتياجات من السعرات الحرارية وتجعل تجنب زيادة الوزن أكثر صعوبة. وإذا لم تتمكن أن تتحكم بوعي في ما تتناوله من طعام وتصبح أكثر نشاطًا من الناحية البدنية مع التقدم في السن، فمن الراجح أن يزيد وزنك.
عوامل أخرى :
- الحمل.زيادة الوزن شائعة أثناء الحمل. وتَجِدُ بعض النساء صعوبة في التخلص من هذا الوزن بعد الولادة. وقد تُسهم زيادة الوزن هذه في إصابة النساء بالسُمنة.
- الإقلاع عن التدخين.غالبًا ما يرتبط الإقلاع عن التدخين بزيادة الوزن. وبالنسبة للبعض، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن بما يكفي لتشخيصها على أنها سُمنة. يحدث هذا غالبًا عندما يتناول الأشخاص الطعام للتغلب على أعراض الامتناع عن التدخين. ومع ذلك، لا يزال الإقلاع عن التدخين صحيًا بصورة أكبر عن الاستمرار فيه على المدى الطويل. يمكن أن يساعدكَ طبيبكَ على تجنب زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين.
- قلة النوم.قد يتسبب عدم نيل قسطٍ كافٍ من النوم، أو النوم أكثر من اللازم، في إحداث تغيرات هرمونية تزيد الشهية. وقد تشتهي أيضًا أغذية عالية السعرات والكربوهيدرات؛ مما قد يُسهم في زيادة الوزن.
- التوتر.قد تُساهِم العديد من العوامل الخارجية التي تؤثِّر على الحالة المزاجية والعافية في السُمنة. وغالبًا ما يتناول الأشخاص المزيد من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية عند تعرضهم لمواقف مسببة للتوتر.
- الاغذية.تتأثر بكتيريا الأمعاء بما تأكله، وقد تساهم في زيادة الوزن، أو صعوبة فقدان الوزن.
وحتى إن وُجد واحد أو أكثر من عوامل الخطر هذه، فهذا لا يعني بالضرورة الإصابة بالسُمنة. فبإمكانك التصدي لمعظم عوامل الخطر عن طريق النظام الغذائي، والنشاط البدني، وممارسة الرياضة، وإجراء تغييرات سلوكية.
المضاعفات :
الأشخاص المصابون بالسمنة هم أكثر عرضة للإصابة بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة، والتي تتضمّن ما يلي:
- مرض القلب والسكتات الدماغية.تجعلكَ السمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية، والتي تُعَدُّ عوامل خطورة تتسبَّب في الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
- داء السكري من النوع الثاني.يمكن أن تؤثر السمنة في طريقة توظيف الجسم للأنسولين من أجل التحكم في مستويات السكر في الدم. وهو الأمر الذي يزيد خطر مقاومة الأنسولين والإصابة بالسكري.
- أنواع معينة من السرطان.يُمكن أن تزيد السمنة من خطر الإصابة بالسرطان في الرحم وعنق الرحم وبطانة الرحم والمبيض والثدي والقُولون والشرج والمريء والكبد والمرارة والبنكرياس والكُلى والبروستاتا.
- مشكلات الهضم.تزيد السمنة من احتمالية الإصابة بحرقة المعدة واعتلال المرارة ومشكلات الكبد.
- انقطاع النفس اثناء النوم.الأشخاص المصابون بالسمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس النومي، وهو اضطراب خطير ومحتَمَل يتوقَّف خلاله التنفُّس بشكل متكرِّر ويبدأ أثناء النوم.
- الالتهاب المفصلي العظمي.تَزيد السمنة من الضغط الواقع على المفاصل الحاملة للوزن، بالإضافة إلى زيادة الالتهابات داخل الجسم. قد تُؤدّي هذه العوامل إلى حدوث مضاعفات مثل الالتهاب المفصلي العظمي.
- أعراض كوفيد 19 حادة.تزيد السمنة من خطر الإصابة بأعراض حادّة في حال الإصابة بالفيروس المسبب لمرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19). ويمكن للأشخاص المصابين بحالات خطيرة من كوفيد 19 أن يطلبوا العلاج في وحدات العناية المركزة أو حتى الخضوع لأجهزة التنفس الاصطناعي.
جودة الحياة :
قد تؤدي السمنة إلى تدنى جودة الحياة بصفة عامة. فقد تعجز عن أداء أنشطة بدنية كنت تستمتع بها. وقد تتجنب الظهور في الأماكن العامة. بل قد يتعرض الأشخاص المصابون بالسمنة إلى التمييز.
وتشمل المشكلات الأخرى المرتبطة بالوزن التي قد تؤثر على جودة حياتك ما يلي:
- الاكتئاب
- الإعاقة
- الشعور بالإحراج والذنب
- العزلة الاجتماعية
- انخفاض الإنجاز في العمل
التشخيص :
لتشخيص السُمنة، سيبدأ طبيبك عادةً بإجراء فحص بدني وينصح بإجراء بعض الاختبارات.
تشمل هذه الفحوصات والاختبارات عامةً ما يلي:
- مراجعة تاريخك المرضي السابق.قد يراجع طبيبك تاريخ وزنك، ومحاولاتك لإنقاص الوزن، وعادات ممارسة النشاط البدني والتمارين الرياضية، وأنماط تناول الطعام والتحكم في الشهية، والحالات الأخرى التي أصبت بها، والأدوية، ومستويات التوتر، والمشكلات الصحية الأخرى الخاصة بك. قد يراجع طبيبك أيضًا التاريخ الصحي لعائلتك لمعرفة إذا ما كنت عُرضة للإصابة بأمراض معنية.
- فحص بدني عام.يشمل هذا قياس طولك؛ وفحص علاماتك الحيوية مثل معدل نبض القلب وضغط الدم والحرارة؛ والاستماع إلى قلبك ورئتيك؛ وفحص بطنك.
- حساب مؤشر كتلة الجسم.سيتحقق طبيبك من مؤشر كتلة الجسم (BMI). عندما يصل مؤشر كتلة الجسم إلى 30 أو أعلى، فإن ذلك يُعد سُمنة. كما تشير الأرقام الأعلى من 30 لمؤشر كتلة الجسم إلى زيادة المخاطر الصحية بدرجة أكبر. يجب فحص مؤشر كتلة الجسم مرة سنويًّا على الأقل، فقد يساعد ذلك في تحديد المخاطر المحتملة على حالتك الصحية العامة والعلاجات التي قد تكون مناسبة.
- قياس محيط الخصر.قد تزيد الدهون المخزنة حول خصرك، التي يُطلق عليها أحيانًا الدهون الحشوية أو دهون البطن، من خطورة إصابتك بأمراض القلب والسكري. فالنساء اللاتي يتجاوز قياس محيط خصرهن 35 بوصة (89 سم) والرجال الذين يتجاوز قياس محيط خصرهم 40 بوصة (102 سم) قد يتعرضوا لمخاطر صحية أكثر مقارنةً بالأشخاص الذين لديهم قياس محيط خصر أصغر. وكما هو الحال مع قياس مؤشر كتلة الجسم، ينبغي قياس محيط الخصر مرة سنويًّا على الأقل.
- إجراء فحص للكشف عن مشكلات صحية أخرى.إذا كانت لديك مشكلات صحية معروفة، فسيتولى طبيبك تقييمها. وسيتحقَّق طبيبك أيضًا من وجود مشكلات صحية أخرى محتملة، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الكوليسترول وخمول الغدة الدرقية ومشكلات الكبد والسكري.
سيعود جمع هذه المعلومات بالنفع عليك وعلى طبيبك في اختيار نوع العلاج الذي سيناسبكَ أكثر من غيره.
العلاج :
يهدف علاج السمنة إلى الوصول إلى الوزن الصحي والحفاظ عليه. وذلك يحسِّن الحالة الصحية بوجه عام، ويقلل من مخاطر حدوث مضاعفات متعلقة بالسمنة.
قد تحتاج إلى التعاون مع فريق من اختصاصي الرعاية الصحية العامة؛ ويشمل اختصاصي نُظم غذائية أو استشاري سلوكي أو اختصاصي سمنة، لمساعدتك في فهم وإجراء تعديلات على عاداتك الغذائية وأنشطتك اليومية.
عادةً ما يهدف العلاج الأوَّلي إلى إنقاص الوزن بنسبة بسيطة تتراوح بين 5% و10% من وزن الجسم الإجمالي. ويعني ذلك أنه إذا كان وزنك (91 كجم)، فستحتاج إلى إنقاص حوالي (4.5 إلى 9 كجم) من وزنك فقط لتبدأ صحتك في التحسن. ولكن كلما زاد الوزن الذي تفقده، زادت الفوائد التي تجنيها.
تتطلب كل برامج إنقاص الوزن إجراء تغييرات على العادات الغذائية وزيادة الأنشطة البدنية. ولكن تعتمد طرق العلاج المناسبة لك على مستوى إصابتك بالسمنة وصحتك في المجمل وقوة إرادتك للمشاركة في خطة إنقاص الوزن.
التغييرات في النظام الغذائي :
من المهم تقليل السعرات الحرارية وممارسة عادات غذائية أكثر صحة لعلاج السمنة. وعلى الرغم من إمكانية إنقاص الوزن بسرعة في البداية، فإن فقدان الوزن بمعدل ثابت على مدى زمني طويل يُعد الطريقة الأكثر أمانًا لإنقاص الوزن وأفضل الطرق للتخلص منه نهائيًّا.
لا توجد طريقة مثلى لإنقاص الوزن. اختَر طريقة تحتوي على طعام صحي تشعر بأنه مناسب لك. تشمل التغييرات في النظام الغذائي لمعالجة السمنة ما يلي:
- خفض السعرات الحرارية.مفتاح إنقاص الوزن هو تخفيض عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها. وأول خطوة هي مراجعة عادات الأكل والشرب العادية الخاصة بك لمعرفة عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها في العادة وكيفية تقليلها. بالاشتراك مع طبيبك يمكنك تقرير عدد السعرات الحرارية التي تحتاج إلى استهلاكها يوميًّا لإنقاص الوزن، ولكن الكمية العادية من 1200 إلى 1500 سعر حراري للنساء ومن 1500 إلى 1800 للرجال.
- الشعور بالامتلاء عند تناول القليل من الطعام.تحتوي بعض الأطعمة مثل الحلوى والسكريات والدهون والأغذية المعالجة على كمية كبيرة من السعرات الحرارية في جزء صغير منها. على العكس من ذلك، تقدم الفواكه والخضراوات كميات طعام أكبر بسعرات حرارية أقل. عن طريق تناوُل كميات أكبر من الأطعمة ذات السعرات الحرارية الأقل، فإنك بذلك تقضي على آلام الجوع، وتستهلك سعرات أقل وتشعر بالرضا أكثر عن وجبتك، مما يساهم في مدى شعورك بالرضا عمومًا.
- تفضيل الخيارات الصحية.لجعل نظامك الغذائي في المُجمل صحي بدرجة أكبر، تناول المزيد من الأغذية النباتية مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة. وركز أيضًا على مصادر البروتين خفيفة الدهن، مثل البقوليات والعدس والصويا واللحوم قليلة الدهن. إذا كنت من محبِّي السمك، فحاول تضمين السمك في وجباتك مرتين أسبوعيًّا. قلِّل من تناول الأملاح والسكر المُضاف. كُلْ كميات صغيرة من الدهون وتأكَّد من أنها من مصادر مفيدة لصحة القلب، مثل زيت الزيتون وزيوت المكسرات.
- التقليل من أطعمة محددة.تشترط بعض الأنظمة الغذائية التقيّد بكميات مجموعات معينة من الأغذية، مثل الكربوهيدرات العالية أو الأطعمة الغنية بالدهون. فاستشر طبيبك بشأن خطط الأنظمة الغذائية الأكثر فعالية، وأيها يناسبك بشكل أكبر. فتناوُل المشروبات المحلاة بالسُّكر يؤدي بالتأكيد إلى اكتساب سعرات حرارية أكثر مما تستهدفه. وتقليل هذه المشروبات أو الامتناع عنها بداية جيدة لخفض السعرات الحرارية التي تحصل عليها.
- بدائل الوجبات.تقترح هذه الخطط استبدال وجبة أو وجبتين بالمنتجات المكوّنة لها، مثل المخفوقات أو قوالب الوجبات منخفضة السعرات الحرارية، بالإضافة إلى تناوُل الأطعمة الخفيفة الصحية بين الوجبات مع تناول وجبة ثالثة صحية ومتوازنة منخفضة الدهون والسعرات الحرارية. يمكن أن يساعدك هذا النظام الغذائي على المدى القصير في إنقاص الوزن. لكن هذا النوع من الأنظمة الغذائية غالبًا لن يعلمك كيفية تغيير نمط حياتك في المجمل. لذا، عليك المحافظة على هذا النظام إذا كنت لا ترغب في اكتساب الوزن مرة أخرى.
- احترس من الحلول السريعة. قد تغريك الأنظمة الغذائية الرائجة التي تَعِدُ بإنقاص الوزن بسرعة وسهولة. الحقيقة، أنه لا توجد أطعمة سحرية أو حلول سريعة قد تساعد الأنظمة الغذائية الرائجة على المدى القصير، ولكن لا يبدو أن النتائج الطويلة المدى أفضل من الأنظمة الغذائية الأخرى. كذلك قد تفقد الوزن مع الأنظمة الغذائية القاسية، ولكن من المحتمل اكتسابه مرة أخرى عند وقف هذه الأنظمة الغذائية. ولإنقاص الوزن وعدم اكتسابه مرة أخرى، يجب اتباع عادات الأكل الصحي التي يمكنك الحفاظ عليها بمرور الوقت.
ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة :
من العوامل الأساسية لعلاج السمنة زيادة الأنشطة البدنية أو ممارسة التمارين الرياضية كالتالي:
- ممارسة التمارين الرياضية.يحتاج الأشخاص المصابون بالسمنة إلى أداء أنشطة بدنية متوسطة الشدة لمدة لا تقل عن ٢٥٠ دقيقة في الأسبوع (٤٠ – ٦٠ دقيقة/ يوميا) لتجنب اكتساب المزيد من الوزن أو الحفاظ على معدل فقدان الوزن بكميات بسيطة. وغالبًا ما يستلزم الأمر زيادة مدة التمارين الرياضية تدريجيًّا كلما تحسنت القدرة على التحمل واللياقة.
- استمر في الحركة.على الرغم من أن التمارين الهوائية المنتظمة هي الوسيلة الأكثر فعالية لحرق السعرات الحرارية والتخلص من الوزن الزائد، إلا إن أي نوع من الحركة يساعد بدوره في حرق السعرات الحرارية، كأن تركن السيارة بعيدًا عن مدخل المتجر، وأن تستخدم السلم بدلاً من المصعد. ويمكن استخدام عداد الخطوات لتتبع عدد الخطوات التي تتحركها على مدار اليوم. فالعديد من الأشخاص يستهدفون الوصول إلى 10 آلاف خطوة في اليوم. فمن الممكن زيادة عدد الخطوات اليومية تدريجيًّا للوصول إلى ذلك الهدف.
التغييرات السلوكية :
من الممكن أن يساعدك برنامج لتعديل السلوك في إدخال تغييرات على نمط حياتك وإنقاص الوزن ثم تثبيته عند المستوى المطلوب. وتشمل الخطوات التي يمكن اتخاذها مراجعة عاداتك الحالية لمعرفة العوامل أو مسببات الإجهاد أو المواقف التي ربما تكون قد أسهمت في إصابتك بالسمنة.
- الاستشارات.يمكن أن يساعد الحديث مع اختصاصي صحة نفسية على التعامل مع الاضطرابات الانفعالية والسلوكية المرتبطة بتناول الطعام. ويمكن أن يساعدك العلاج على فهم سبب الإفراط في تناول الطعام والتعرف على طرق صحية للتأقلم مع القلق. يُمكنكَ أيضًا تعلُّم كيفية مراقبة نظامكَ الغذائي ونشاطكَ وفَهْم محفِّزات الأكل وكيفية التعامل مع الرغبة الملحَّة لتناوُل بعض أنواع الطعام. ويمكن تقديم الاستشارات إما فرديًا أو في مجموعات.
- مجموعات الدعم .قد تجد الصداقة الحميمة والتفاهم في مجموعات الدعم حيث يُشارككَ الآخرون نفس التحدِّيات التي تُوجِّهها فيما يخص السِّمنة. راجع طبيبك أو البرامج التجارية لإنقاص الوزن من أجل معرفة مجموعات الدعم الموجودة في منطقتك.
أدوية إنقاص الوزن :
تُستخدم أدوية إنقاص الوزن إلى جانب تعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتغيرات السلوكية، وليست بديلاً عنها. وقبل اختيار الدواء، سيأخذ الطبيب في الاعتبار تاريخك الصحي، بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة.
لا تناسب أدوية إنقاص الوزن جميع الأشخاص، وقد يتلاشى مفعولها مع مرور الوقت. وعندما تتوقف عن تناول دواء إنقاص الوزن، قد تستعيد الكثير من الوزن أو كل الوزن الذي فقدته.
إجراءات مناظير الجهاز الهضمي لفقدان الوزن :
لا تتطلب هذه الأنواع من الإجراءات إحداث أي شقوق جراحية في الجلد. فبعد أن تخضع للتخدير، تُدخَل أنابيب وأدوات مرنة عبر فمك مرورًا بالحلق ووصولًا إلى المعدة. وتشمل الإجراءات الشائعة ما يلي:
- تكميم المعدة بالتنظير الداخلي POSE.يتضمن هذا الإجراء إحداث غُرز جراحية في المعدة لتقليل كمية الطعام والسوائل التي يمكن أن تحتفظ بها المعدة في آن واحد. وبمرور الوقت، يساعد تقليل كميات الطعام والشراب إلى إنقاص وزن الشخص العادي.
- بالون المعدة لإنقاص الوزن.في هذا الإجراء، يُدخِل الأطباء بالونًا صغيرًا داخل المعدة. ثم يُملأ هذا البالون بمحلول لتقليل المساحة المتاحة في المعدة، وبذلك تشعر بالشبع بعد تناول كمية أقل من الطعام.
جراحات إنقاص الوزن :
تعد جراحة إنقاص الوزن، أو ما يُعرف أيضًا باسم جراحة السُمنة، من مقدار الطعام الذي يُمكنك تناوُله بارتياح، أو تُقلّل امتصاص الطعام والسعرات الحرارية. لكن هذه العملية قد تؤدي إلى نقص التغذية والفيتامينات.
تشمل جراحات إنقاص الوزن الشائعة والتي تتم بالمنظار الجراحي ما يلي:
- ربط المعدة القابل للتعديل (Adjustable Gastric Band) .في هذا الإجراء، تُفصل المعدة إلى جيبين بواسطة شريط قابل للنفخ. ثم يسحب الجراح الشريط بإحكام مثل الحزام لتكوين قناة دقيقة تصل بين الجيبين، حيث يعمل الشريط على منع تمدُّد الفتحة، وهو مصمّم عمومًا ليبقى في مكانه مدى الحياة.
- جراحة تحويل مسار المعدة (Gastric Bypass).في جراحة تحويل مسار المعدة (العادي آو المصغر)، يفتح الجرّاح جيبًا صغيرًا في الجزء العلوي من المعدة. ثم يتم قطع الأمعاء الدقيقة من تحت المعدة الرئيسية بمسافة قصيرة وتُربط بالجيب الجديد. فيتحرّك الطعام والسوائل مباشرة من الجيب إلى داخل هذا الجزء من الأمعاء، ويتجاوز معظم أجزاء المعدة.
- تكميم المعدة (Sleeve Gastrectomy) .في هذه العملية، تتمُّ إزالة جزء من المعدة؛ مما ينشئ حيزًا أضيق للاحتفاظ بالطعام. وتتميز هذه الجراحة بأنها أقل تعقيدًا مقارنة بجراحة تحويل مسار المعدة.
يعتمد نجاح إنقاص الوزن بعد الجراحة على الالتزام بتعديل نمط الحياة فيما يتعلّق بالعادات الغذائية والرياضية.







